• كلمة السيد الحكيم في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل عزيز العراق(قدس سره )  ٢٠٢٣ م - ١٤٤٤ هـ

    2023/ 03 /31 

    كلمة السيد الحكيم في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل عزيز العراق(قدس سره )  ٢٠٢٣ م - ١٤٤٤ هـ

    بسم الله الرحمن الرحیم

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين 

    "اللھم إنا نرغب إلیك في دولة كریمة ، تعز بھا الإسلام وأھله وتذل بھا النفاق وأھله وتجعلنا فیھا من الدعاة إلى طاعتك والقادة إلى سبیلك وترزقنا بھا كرامة الدنیا والآخرة"

    السلام على شھید المحراب وعزیز العراق..

    السلام على أنصار مشروعھم والثابتین على نھجھم الشریف..

    -نجتمع كما في كل عام في شهر رمضان المبارك لتجديد العهد والوعد مع عزيز العراق في ذكرى وفاته الأليمة وعروج روحه الطاهرة الى بارئها في شهر ضيافة الله سبحانه وتعالى بعد عمر حافل بالعلم والعمل والجهد والجهاد والتضحية والتصدي بوجه الطغاة والمستبدين.

    وقد فجعنا بالتزامن مع هذه الذكرى الأليمة في هذا العام برحيل أخينا وإبن عمنا المكرم سماحة العلامة السيد صادق الحكيم نجل شهيد المحراب الخالد (قدس سرهما) بعد عمر أفناه في ركاب والده الشهيد ، وسلوك خطه في العلم والعمل الصالح وخدمة المؤمنين.

    أسأل الله أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

    -لقد أفنى عزيزنا الراحل عمره الشريف في سبيل الغايات الكبيرة والنبيلة بمسيرة قويمة وعزيمة راسخة وإيمان عميق بثوابته الإسلامية والوطنية والإنسانية الراسخة.

    -وقد عرف عنه العديد من السمات و المميزات الشخصية والعملية التي جعلته خالدا في وجدان من رافقوه وعاصروه و آزروه ، في  دروب الجهاد و العمل السياسي والاجتماعي ، وكذلك من تابعوا سيرة ومسيرة هذا القائد الفذ والمجاهد الذي آثر أن يعمل في أهم مساحات حياته ، بعيداً عن الأضواء ، بجهد استثنائي متواصل يندر مثيله ، ليختتم حياته الشريفة متصديا رشيدا شجاعا مدافعا عن حقوق العراق والعراقيين.

    -وعرف عن عزيز العراق مايضيق المقام عن عرضه من الصفات و السمات والمكارم ، ولابد من الإشارة لبعض منها إكراما لذكراه العطرة واستذكارا لمواقفه الخالدة ، عسى أن نؤدي جزء يسيراً من حق الوالد على ولده وحق السلف على الخلف وحق القائد على أبناء المسيرة وحاملي الأمانة التي يجب صونها وتأديتها والإيفاء بها ومن تلك الخصال الشاخصة في شخصية فقيدنا الغالي :

    -التواضع : حيث عرف عن عزيز العراق الراحل ، رغم انتسابه المباشر لمرجع الطائفة الإمام السيد محسن الحكيم وثلة كبيرة من العلماء والفضلاء والشهداء والقادة من أشقائه وأقربائه وأساتذته ورغم كونه أحد تلامذة ورفاق المرجع الشهيد السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليهم جميعا،فضلا عن مواقعه القيادية المتقدمة المعروفة في مسيرته الطويلة ، عرف عنه التواضع الشديد والترابية العالية.

    فكان شديد الحساسية والاحتياط في تعامله مع الفقراء والضعفاء والبسطاء الذين كان يشعر بالانتماء إليهم ويفضل مجالستهم ومرافقتهم في كل مراحل حياته.

    ومن يعرف الراحل،يعلم بأن جل رفاقه وأصدقائه كانوا من الطبقة الفقيرة وكان دائم التواصل معها،واستمر على ذلك طيلة مدة مرضه وحتى آخر أيامه رحمه الله،فقد كان يتواصل مع المرضى في المستشفى و يطالب بتوفير الدواء للفقراء منهم.

    -الإخلاص: كان عزيز العراق قائدا متواضعا مخلصا لقضايا وطنه وشعبه وأبناء جلدته ، حريصا على انجاز تكليفه الشرعي و واجباته القيادية دون أن ينسب لنفسه شيئا من ذلك ودون أن يتفاخر بمنجزاته ومسؤولياته الجسام.

    فقد كان يرى ما يقدمه واجبا شرعيا وأخلاقيا ، ساعيا لإشراك الآخرين في كل خطواته ويقدمهم على نفسه عند تحقيق الهدف .

    إن الإخلاص من مفاتيح التوفيق والسداد في أي عمل يكون لله وهكذا كان عزيز العراق في كل محطات حياته.

    -الشجاعة والإقدام: يشار بالإجماع لعزيز العراق بأنه كان رجلا شجاعا مقداما،حازما وحاسما في القرارات المصيرية ، لم يكن ليتردد في الدفاع عن الحقوق الحقة المشروعة لأبناء الشعب العراقي وخاصة حقوق المكون الإجتماعي الأكبر التي غيبت طويلاً.

    كان أمينا على مصالح الناس وجلدا في التصدي لكل ما ينتقص من تلك الحقوق في جميع المحافل والمواقف والمصاعب.

    لقد تعرض في حياته الشريفة الى الاعتقال والاغتيال والتهديد والترهيب لمرات متكررة في زمن النظام السابق وما بعده ، لكنه كان متمسكا بنهجه ملتزماً بأداء الواجب والرسالة كما هو مطلوب منه دون كلل أو ملل ، و دون خوف أو وجل.

    -الروح الأبوية: عرف عنه رحمه الله حبه الشديد لأبناء شعبه واهتمامه المضاعف ومتابعته لأبناء الوسط والجنوب ، بالنظر لما عانوه طيلة عقود من التهميش والاقصاء والمظلومية ، داعيا الى تغيير تلك المعادلة الظالمة وإرساء دعائم العدالة والمساواة والانصاف بين جميع أطياف الشعب العراقي.

    وكان يرى لزاما عليه أن يوحد الصفوف ويجمع الشتات و يوفر الفرص المتساوية للجميع ، ولو كان الجور عليه خاصة.

    فلم يكن يهتم بالمكاسب الآنية أو الحزبية أو الفئوية بقدر اهتمامه بتأسيس المعادلة العادلة والأسس الصائبة وتوفير مساحة المشاركة للجميع بما يرسخ الوحدة والألفة و التكاتف بين الأطراف كافة.

    إن الروح الأبوية التي تحلى بها عزيز العراق تعد من سمات عمله السياسي المشهود لها من جميع الأطراف الوطنية ، فلم يكن يعير اهتماما للتسميات والعناوين ، والأحجام والأعداد، بقدر اهتمامه بالأهداف والغايات والنتائج المرجوة.

    وها نحن اليوم بأمس الحاجة الى تلك الروحية الأبوية المسؤولة الواعية، والجامعة والموحدة في ساحتنا الوطنية.

    -الولاء المطلق للإسلام والتشيع والمرجعية والحوزة : فمن أهم سمات عزيز العراق ولاؤه وانتماؤه وتعلقه الشديد بالدين والمذهب والمرجعية الرشيدة والحوزة الشريفة والشعائر الحسينية المقدسة.

    فهو إبن هذه البيئة الطاهرة وسليل مدرسة الفقاهة والشهادة،ونموذج الصادق الموالي والبار بمدرسته.

    فنجد التمسك بثوابت الإسلام والحفاظ على الهوية الإسلامية العامة وتبجيل المرجعية الدينية وتأدية الشعائر الحسينية في كل خطاباته وكلماته.

    كان عزيز العراق مدركا تماما لتاريخ العراق الحضاري و الديني و لقدسية التراب العراقي الذي يضم مشاهد الأنبياء والأوصياء والأئمة والعلماء والأولياء.

    كان عزيز العراق ، عراقيا مسلما شيعيا مرجعيا ، منتميا و مواليا مخلصا لكل هذا الإرث الإلهي والنبوي والعلوي والمهدوي الذي كان يراه جاريا و ساريا في عراقة العراق وفي عروق أبناء شعبه العريق.

    -هذه السمات والصفات وغيرها تحتم علينا نحن الأبناء والمنتمين لهذا الخط الشريف أن نكون على قدر الأمانة والراية والمسؤولية بصورة مضاعفة وبجهد أكبر عسى أن نوفق في إكمال مسيرة هؤلاء القادة المخلصين الشجعان المتفانين في قضايا أوطانهم وشعوبهم الحقة.

    وفي ھذه الـذكرى العزیزة على قلوبنا وقلوب العراقيین..نود أن نشیر الى جملة من الأمور الهامة والمفصلیة:

    أولا/ تشخیص التحدیات وتوحید المعالجات

    إن من أبرز التحدیات والمخاطر التي تواجه الدولة العراقیة الیوم ھـو التحدي الاقـتصادي.. وخطورة ھـذا التحدي تكمن في التباطؤ نحو المعالجة البنیویة من جھة.. والاخفاق في تحمل مسؤولیة الإجراءات التنفیذیة الجریئة من جھة أخرى.

    الجمیع يتحمل المسؤولية في مواجھة التحدي الاقتصادي الخطیر في ظل الزیادة السكانیة الكبیرة وشحة الموارد الطبیعیة ،وأبرزھا الجفاف والتصحر والتغير المناخي والأزمات الاقتصادیة المتوالیة التي یعانیھا العالم الیوم.

    وھذه المسؤولیة لاتقتصر على الحكومة التنفیذیة فقط..بل تـشمل جمیع القوى السـیاسیة والمنظمات المدنیة والمؤسـسات المجتمعیة..وعلى الجمیع التكاتـف والتعاضد لإعطاء الأولویة القصوى في مواجھة ھذا التحدي الذي یمس مستقبل أجیالنا والقوت لشعبنا.

    إننا نشد على أيادي حكومة الأخ السوداني ونشيد بالخطوات التنفیذیة في مواجهة التحدي الاقتصادي..ونطالبھا في الوقت ذاته.. بالمزيد من الآليات الجریئة في إزالة الموانع التي تعرقل بناء منظومة اقتصادیة فاعلة في البلاد.

    لا یمكن بناء اقتصاد قوي وفاعل من دون رؤیة اقتصادیة واضحة وخطوات إصلاحیة جریئة..

    ولایمكن مضي الحكومة في تطبیق الإجراءات التنفیذیة الحازمة من دون تعاون مجتمعي واع لأھمیة التحدي الاقتصادي وخطورته المستقبلیة.

    وعلى الحكومة أن تقوم بحملة توعویة بالتعاون مع المؤسـسات المعنیة لاطلاع شعبنا على الأھمیة الاستراتیجیة لأي خطوة إصلاحیة بنیویة تقوم بها..لقطع الطریق على المتربصین والمتصيدين.

    كما يجب تحديد الأسقف الزمنية الواضحة والمسؤولة عن نسب الإنجاز لكل خطوة إصلاحیة.

    ويجب أيضاً أن یعلم شعبنا متى نصل إلى مرحلة الاكتفاء التام في انتاج الطاقة الكھربائیة...

    ويجب أن یعلم شعبنا متى نصل في صناعتنا الوطنية إلى تغطية احتیاجات السوق المحلیة..

    ويجب أن یعلم شعبنا متى تتمكن منظومتنا المصرفیة من التعامل الناجح والفاعـل مع الاستثمارات و رؤوس الأموال الكبیرة..

    ومتى نتمكن من إعادة العراق الى ھرم الإنتاج الزراعي ومعالجة شبح التصحر والجفاف لمعظم أراضیه الخصبة..

    ومتى نتمكن من بناء قطاع خاص منافس وقادر على تحقيق الفرصة المناسبة للخريجين والعاطلین عن العمل..

    فحین یعلم شـعبنا بـتلك التوقـیتات.. ویـتعرف عـلى آلـیات الـمعالـجة..سـیقف مـع حـكومـته ويصبر عـلى أي إجـراء تنفیذي قد یتطلب منه المشاركة فیه من موقع المواطنة والواجب الوطني..

    ثانیا/ تدعیم قواعد الاستقرار السیاسي في البلاد:

    لقد اسـتطاع الـعراق أن یتجاوز ظـروفا صـعبة بالغة التعقید ونحن على أعتاب الذكرى العشرين لتأسیس نظام دیمقراطي اتحادي فیدرالي في العراق.

    إننا الیوم نمتلك التجربة السیاسیة.. ونمتلك الإرادة الشعبیة الواعیة.. ولدینا من الفرص الإقلیمیة والدولیة الساندة مايكفي لتعزیز بناء الدولة العراقیة وتقويتها.

    وھذه كلھا مـن مقومات الاسـتقرار السـیاسـي التي تحتاج الى قواعد ثابتة تعزز ذلك الاستقرار وتدعـمه استراتیجیا.

    ولعل أهم القواعد الاستراتیجیة الداعمة للاستقرار السیاسي في العراق تتمثل بالآتي:

    1- إجراء التعديل على بعض المواد الدستوریة ذات الصلة بهيكلية الدولة ومؤسساتها إتحادياً ومحلياً..وتشريع القوانین الھامـة وأبرزھا قانون النفط والغاز وقانون المحكمة الأتحادية وقانون مجلس الإتحاد وإنھاء العقد القانونیة بین الحكومة الإتحادیة وبين إقلیم كردستان.

    إن تطویـر النظام السـیاسـي یـبدأ مـن قـاعـدتـه القانـونـیة..وغض النظر عن الفجوات البنیویـة في نظامنا الحالي یعرضنا الى حالات الانسداد السیاسي التي مررنا بها لأكثر من دورة برلمانیة.

    2- تقویة مؤسـسات الدولة وعدم النیل من سیادتھا.. وأبرزھا المؤسـسة الـقضائـیة..إذ لا یـمكن مـواجـھة الـفساد الـمالـي والإداري مـن دون مؤسـسة قضائیة مستقلة ونزیھة وذات سیادة..وعلى الجمیع دعم ھـذه المؤسـسة وتذلیل العقبات التنفیذیـة أمام إجراءاتھا القانونـیة..فلا أحد فوق الـقانون مھما كانت الـمسمیات والانتماءات.

    3- إبعاد المؤسـسة العسكریة والأمنیة بجمیع صنوفھا عن الصراع السیاسـي..وعـدم السماح لأي جھة سیاسیة بالتدخل فيها.. وتركیز مسؤولیة إدارة وتوجیه تلك المؤسسات،حصرا بید الحكومة الإتحادیة المنتخبة من قبل الشعب.

    4- بـلورة خـطاب إعـلامـي وطـني مـسؤول وواع.. یـسھم فـي تـعزیـز الـثقة بـین الـمواطـن والـدولـة.. یـشخص نـقاط الـضعف ومـواطـن الخـلل مـن أجـل مـعالـجتھا.. ویشـیر الـى نسـب الإنـجاز وقـصص الـنجاح مـن أجـل تعضیدھا والاستمرار فيها.

    إن الخـطاب الإعـلامـي الـوطـني الـمسؤول والمتوازن یعد من أسس الاستقرار السـیاسـي.. ولابـد مـن مـواجـھة أي خطاب یسھم في اشاعة روح الكراھیة والیأس والسلبیة داخل المجتمع العراقي.

    فإن اقسى الحروب وأشدھا ضراوة ھي إشاعة ثقافة الإحباط بین الناس..

    ونتأسف كثیرا حینما نشاھـد خطابا إعلامیا ُیشخص الأمور بعین سلبیة تجلد الذات فقط..ويتعمد اغفال الجوانب الإیجابیة والمضیئة في بلدنا.

    نعم .. طموحنا واسع .. وامكانیاتنا كبیرة.. والتقصیر الخدمي والسیاسي قائم.. لكن علينا أن لانزيد الطین بلة..ولانفقد ثقة الناس بأنفسهم وإراداتهم.

    نعم.. لننتقد بشجاعة .. من أجل البناء لا الھدم..

    ولنشخص الأخطاء من أجل الإصلاح ، لا التشھیر..

    ولنبين للناس حقائق الأشیاء من أجل التوعیة،لا التضلیل..

    وعلينا إشاعة ثـقافـة الأمـل والابـداع والـمبادرة.. بـدلا مـن ثـقافـة الـتشكي والـتنكیل وتحـمیل الأمـور أكـثر مـن واقـعھا الحقیقي..

    العراق في ذمتنا جمیعا.. فلنصن ھذه الذمة من أجل مستقبل أبنائنا وجیلنا القادم..

    ثالثا/ مواصلة الانفتاح الدولي.. وتعزیز المشتركات والمصالح المتبادلة:

    لابـد مـن الـحفاظ عـلى المنجـز السـیاسـي الـمتحقق عـلى الـصعید الإقـلیمي والـدولـي.. في الانفتاح والتواصـل مع الجمیع.. وتعزیز ذلك بمزید من الحرص والتفاعل والشراكة المتبادلة مع دول المنطقة.

    إن مـفھوم الانـفتاح والـتواصـل الـدولـي.. يستدعي تـضامـنا وطـنیا مـن جـمیع الـجھات.. وھـو مـا یـتطلب خـطابـا وسلوكا موحدا.. یعي ویدرك الأولويات الوطنیة والمصالح العلیا للبلد.

    كما أن الانفتاح والتواصل الدولـي.. لا یعني تغییب الإرادة الـعراقـیة فـي اتـخاذ الـمواقـف الحاسـمة تجاه ما نؤمن به من ثوابت وقیم نبیلة سامیة.

    إذ لا یمكن تحقیق الریادة العراقیة الصلبة مـن دون مواقف شجاعة وواضحة تجاه أزمات المنطقة انطلاقـا من مصالح العراق العلیا.. ومراعاة المصالح المتبادلة مع دول الجوار من الأشقاء والأصدقاء.

    فلا یمكن أن نكون طرفا في أي محور تصادم.. كما لا یمكن أن نقف متفرجین في الوقت ذاته حینما یتعلق الأمر بمصالح العراق وأمنه القومي.

    وانطلاقا من المصالح العلیا للعراق،لابد من تحرك سـیاسـي ودولي رفیع بـشأن مـلف الـمیاه لنھـري دجـلة والفرات مع دول المنبع.. وإعطاء ھذا الملف أھمیة وطنیة ودولیة قصوى..

    فالعراق لیس ضعیفا.. ولایمكن أن نسمح بأي تجاوز أو تعد على حقوقه المشروعة..

    كـما أنـنا نتمسك فـي الـوقـت ذاتـه بـالـقیم الإسـلامـیة الـنبیلة الـتي تجـمعنا مـع دول الـجوار.. ونتمنى عليها أن تدرك أھمیة ھذا الملف وخطورته على العراق.

    رابعا/ مواجھة الظواھر الثقافیة الدخیلة:

    نـحن فـي بـلد غني لـیس بـموارده وطـاقـاته البشـریـة فحسـب.. وإنما غني بقيمه وعاداته وأعرافه الأصـیلة أيضاً.. والـمخاطـر حـینما تـحیط بـالـمجتمعات والـبلدان لا تـقتصر عـلى الحـروب فـقط.. بـل تشمل المخاطر الاجتماعیة والثقافیة.. لأنھا تدمر البنى التحتیة للمجتمع وھو في غفلة من أمره..

    نسمع ونرى ظواھر خطیرة تھدد أواصر مجتمعنا وتماسك أسرنا وعوائلنا العراقیة الكریمة..

    وقد باتت تجارة المخدرات.. والانحـدار الـقیمي في السـلوك عبر وسائـل التواصـل الاجتماعـي ، خطراً یزید على خطر الإرھاب وداعش..

    فهناك من یستھدف أمن بلدنا ویعرض شعبنا الى الضیاع والانحدار نحو الهاوية..

    إننا ندعو جمیع المعنیین..ومنھم تـنظیمات ومـؤسـسات تـیار الـحكمة الوطني بالتصدي الثقافـي والاصلاحي لھذه الظواھر.. والتواصي والتكامل بالفكر والتوعیة مع جمیع أبناء شعبنا بمختلف انتماءاتھم ومشاربھم.

    فالمسؤولـیة الاجتماعیة..مـسؤولـیة تضامنیة.. ولا تسقط بالتكلیف الحكومي فقط..بل ھي مھمة كل غیورعلى بلده ووطنه تجاه حالات الاستھداف المنظم والدخیل.

    وعـلینا جـمیعا اسـتثمار ھـذا الشھـر الـفضیل.. شھـر رمضان المبارك الذي أنـزل فـیه الـقرآن.. في التواصي والتراحم بیننا في إحقاق الحق ومواجھة الباطل والأمر بالمعروف والنھي عن المنكر.

    ومواجھة تلك الظواھر عبر القانـون.. والتثقیف بخطورة تداعیاتھا وآثارھا السـلبیة عـلى مـجتمعنا وأسـرنا العراقیة..

    حمى الله العراق وشعبه وشبابه من كل سوء .. وحمى الله مراجعنا العظام سيما المرجع الأعلى الإمام السيستاني (دام ظله الوارف)

    ورحم الله شهداءنا الأبرار..

    وأعاننا الله وإیاكم على استثمار نفحات ھذا الشھر الفضیل.. في صيامه وقيامه. إنه مجیب الدعوات ..

    والسلام علیكم ورحمة الله وبركاته.