كلمة السيد الحكيم في مهرجان النصر الانتخابي بغداد 11/7/ 2025 م
بسم اللّٰه الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المنتجبين..
أيها المخلصون لبلدكم وشعبكم ...
أيها الأوفياء لمشروعكم وحقوق أهلكم ...
أيها الشجعان وأصحاب المواقف المُشرّفِة..
أيها الأحباب في هذا الجمع المهيب...
السلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته..
في هذا اليوم الذي تتجلى فيه إرادة العراقيين وهمتهم .. أقف أمامكم مفعمًا بالفخر.. محاطًا بوجوهٍ طيبةٍ آمنت بالعراق.. وبأن الغد لا يُصنع باليأس والإحباط.. بل بالإصرار والعمل والمشاركة الواعية..
أنتم اليوم بهذا الحضور المشرّف.. ترسخون المعنى الحقيقي للسياسة.. السياسة التي تُبنى على الوفاء .. لا على المصالح.. السياسة التي تُبنى على الوعي.. لا على الشعارات.. السياسة التي تُبنى على الأمل والتفاؤل لا على الخوف والتشاؤم..
أتحدث إليكم كخادم لهذا الشعب.. وواحد من أبنائه الذين نذروا العمر لخدمته..
أتحدث إليكم من القلب إلى القلب .. لأنني أومن أن العراقيين حين يقررون .. لا يقف أمامهم شيء .. ولا تثنيهم المصاعب ولا التحديات أمام ارادتهم نحو بناء العراق واعماره..
أتحدث اليكم من بغداد .. مدينة الحضارة والعلم والشهادة..
من قلب العراق الذي واجه الحروب والظلم وبقي شامخا كالنخيل..
من بغداد التي كانت وستبقى عاصمة للحضارة والثقافة العربية والإسلامية .. وستبقى عاصمة للوعي والأمل الإنساني.. لأن أبناءها وأهلها لا يعرفون معنى الانكسار.. ولا يقبلون بالتراجع أو الخذلان..
أسمحوا لي أن أضع حديثي في ثلاث أسئلة واضحة ومباشرة.. هي صميم المرحلة ومفتاح المستقبل..
السؤال الأول: لماذا علينا المشاركة الايجابية الواعية في هذه الانتخابات...؟
أيها الأحبة..
إن المشاركة في الانتخابات ليست ترفًا.. وليست خطوة إدارية .. بل هي فعل وطني وشهادة أمام اللّٰه والتأريخ..
من يبتعد عن الانتخابات يترك مقعده فارغًا في مجلس القرار.. فيملؤه من لا يستحق..
من ينسحب يُسلّم إرادته لغيره.. ومن يشارك يعلن أنه لن يسمح لأحد يقرر بدلاً عنه..
لا تختاروا الصمت بديلا.. فيزداد المتسلطون جرأة..
ولا تترددوا .. فيتمدد الفاسدون في مؤسسات الدولة..
ولا تركنوا لأصوات المحبطين.. فيضيع مستقبل الشباب والأجيال..
ولا تستهينوا بحقكم.. فيضيع حق مكونكم الأكبر.. ويضيع العراق كله.. لا سمح الله.
حين نشارك بوعي .. ونحسن الاختيار.. سيتغير المسار .. وتتبدل الموازين..
إن صوتكم أقوى من المال.. وأعلى من الدعاية.. وأبقى من الوعود..
فالمواطن الواعي هو من يصنع الفارق.. وليس المال السياسي ولا الشعارات الزائفة..
كيف لنا أن نحافظ على استدامة الاستقرار في بلادنا من دون انتخابات..
وكيف لنا أن نعاقب الفاسدين ونختار المصلحين من دون انتخابات..
وكيف لنا أن نرسم معالم المستقبل.. ونحفظ حقوق أجيالنا ونمنح شبابنا فرص العمل والحياة الحرة الكريمة من دون انتخابات..
والسؤال الجوهري : ماهو وضع العراق حينما لا نشارك في الانتخابات .. سوى الفوضى وتعطيل الحياة العامة وارباك النظام العام في البلد.
كيف يمكن للمواطن أن يعبر عن دوره في محاسبة المقصرين .. من دون مشاركته في اختيار من يمثله ويراه أهلا للمسؤولية...؟
فهل وصلنا لمرحلة لا يوجد شرفاء يؤتمنون على الأموال والأعراض وأداء الأمانة .. حتى نتخلى عن الاختيار وانتخاب الأصلح...؟
البلاد لا تُبنى بالأماني والأحلام .. ولا تُبنى بالشعارات والأقوال.. بل تُبنى بسواعد أبنائها وتكاتف شعبهم نحو مسارات الحرية.. وديمقراطية الكلمة الواعية والمسؤولة..
هذه الانتخابات مهمة وحساسة لعلاقتها المباشرة بالمخاطر والتحديات التي تحيط بنا وبالمنطقة..
لابد أن يكون هناك تمثيل نيابي لمرشحين واعين بتلك التحديات ومدركين لخطورتها..
لابد أن يكون هناك نواب مخلصون وشجعان مستعدون لمواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص حقيقية وواعدة..
لابد أن يكون هناك تمثيل نيابي يضمن حقوق المكون الأكبر.. الذي سيضمن حقوق جميع المكونات الأخرى..
لقد واجهنا محاولات النيل من حجم المكون الأكبر واستحقاقه المعروف .. وعبرنا عن ذلك بكل وضوح ودون مجاملة..
فأي تحالف.. أو توجه سياسي.. أو خطاب تحريضي.. لا يراعي هذه النقطة الجوهرية في أهمية الاستحقاق السياسي للمكون الأكبر فانه يلعب بالنار .. ويعرض البلد إلى مخاطر كبيرة وجسيمة..
لذلك قلناها ونؤكدها مرة أخرى.. لا تضيعو فرصة البناء والاستقرار.. ولا تضيعون فرصة القرار في حماية العراق وأهله وشعبه.. ولا تضيعو حقكم وحق أهلكم في المكون الأكبر ..
هذه الانتخابات ستحدد مصير العراق واختياره لأحد طريقين..
إما طريق استدامة الاستقرار السياسي.. وترسيخ خطاب وسلوك الاعتدال والحوار والمشاركة.. وتعزيز منهج الاعمار والرفاه الاقتصادي.. وحفظ حقوق المكونات لاسيما حقوق المكون الأكبر..
أو طريق الفوضى والتيه.. والاستبداد بالقرار غير الواعي.. والدخول في منزلقات خطيرة ومدمرة لمستقبل العراق..
إن اعتدالنا ليس شعارًا يرفع في المناسبات ولا كلمة تقال لملء الفراغ، بل هو نهج متكامل يضمن بقاء العراق متماسكًا وسط عواصف المنطقة، ويؤمّن للأغلبية وللشركاء حقوقهم العادلة ، وإن الاعتدال هو دعوة ليكون العراق نقطة التقاء وحوار لا ساحة اقتتال وصراع.
صوتكم هو الذي سيجنب العراق الدخول في النفق المظلم .. وسيعمل على تحويل تلك التهديدات إلى فرص واعدة ومثمرة بإذنه تعالى..
لذلك أطلقنا شعارا انتخابيا واضحا وصريحا.. لا تضيعوها..
لا تضيعوا كل هذه الفرص..
لا تضيعوا الإنجازات التي تحققت..
لا تضيعوا دماء شبابنا التي بُذلت في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار..
تذكروا أن ما نعيشه اليوم من أمن واستقرار لم يأت بلا ثمن.. بل بدماء رجال ونساء صدقوا ما عاهدوا اللّٰه عليه..
تذكروا وجوه الشهداء الذين واجهوا الإرهاب بصدورهم.. وأخمدوا نيران الطائفية ومفخخات الإرهابيين..
تذكروا المقاتلين الذين حملوا السلاح ولبوا نداء المرجعية العليا متمثلة بالإمام السيستاني (دام ظله الوارف) ليبقى العراق واحدا شامخا.. مستقرا ومزدهرا وسيداً.
إن الوفاء لتلك الدماء لا يكون بالشعارات.. بل بالمشاركة والمسؤولية والعمل..
كل صوت نمنحه للإصلاح.. هو اكرام لتلك التضحيات وحماية لثمارها..
السؤال الثاني: ما شكل الحكومة التي نسعى لتشكيلها بعد الانتخابات...؟ إننا نريد حكومة قوية بكفاءتها.. عادلة بتركيبتها.. قريبة من الناس بعملها لا بشعاراتها..
حكومة لا تُدار من وراء الكواليس.. ولا تُبنى على الصفقات والمصالح.. بل على أساس الشراكة الوطنية والعدالة الاجتماعية.. وحفظ حقوق الجميع..
نريد حكومة تُعيد ثقة المواطن بالدولة.. فلا يشعر أن الدولة ضده بل معه ومع حقوقه .. حكومة تحمي الفقير قبل الغني وتخدم المواطن قبل المسؤول .. وتضع المصلحة العامة فوق الحسابات الخاصة.. نريد حكومة لا تُوجه من الخارج .. بل تُقاد من الداخل بإرادة وطنية خالصة..
إن العراق بحاجة إلى حكومة قرار لا حكومة تردد وتسويف .. حكومة أفعال لا أقوال.. حكومة تُحسن الإصلاح وتجيد استثماره في الاعمار والاستقرار ..
نريد حكومة تديم الإنجاز المتحقق.. وتعالج الإخفاق بصدق وإخلاص..
نريد حكومة واضحة ببرنامجها الخدمي والاقتصادي والسياسي والأمني والثقافي.. ومستعدة لان تُساءل عن ذلك تحت قبة البرلمان ضمن برنامج زمني واضح يحدد نسب الإنجاز.. ويتحمل مسؤولية الإخفاق بلا فوضى وبلا تحميل الآخرين مسؤولية التعثر أو الفشل..
ولى زمن المجاملات والتوافقات السياسية..
وانتهت أدوار التدخل والضغوط الإقليمية والدولية..
وبدأنا مرحلة جديدة في السلوك والتعامل السياسي.. لاسيما مع القضايا الوطنية والحساسة..
بدانا مرحلة جديدة في مسؤولية اختيار حكومة قوية مقتدرة وحكيمة في رؤيتها وادارتها الرشيدة..
نريد حُكما واعيا.. ورئيسا شجاعا.. وفريقا حكيما.. وإدارة منسجمة وصادقة..
نريد قانونا عادلا.. وديمقراطية واعية.. واتحادا قويا.. وعزما متقدما.. وسيادة وطنية.. واعماراً وازدهاراً.. وأساساً صادقاً للعمل.
نريد حكومة يشكلها العرب والكرد والتركمان .. الشيعة والسنة .. المسلمون والمسيحيون والصابئة والأيزديون .. وكل المكونات العراقية الكريمة ، لتشكل قرارا وطنيا مسؤولا ، لا معطلا.. قرارا شجاعا لا مجاملا.. قرارا يبني ويعمر ويطور..
وهنا أقولها بصراحة.. سنعمل بإذنه تعالى على تشكيل هذه الحكومة.. وسنكون من الفاعلين الأساسيين فيها .. ولن نتهاون في سرعة تشكيل الحكومة مهما كانت النتائج الانتخابية..
أمامنا تحديات جسيمة.. وعلينا أن نواجهها بروح المسؤولية الوطنية.. وبروح الشجاعة العراقية المعروفة..
وسيكون المكون الأكبر في هذه الحكومة وغيرها.. هو الفاعل والحاسم والحازم في حفظ العراق ووحدته .. وصيانة سيادته على مائه وأرضه وسمائه.. مهما كانت التضحيات والمصاعب..
ولن نسمح للمتهاونين.. أو المترددين .. أو اليائسين.. أن يتحكموا بمصير شعبنا وأهلنا وحق المكون الأكبر والمكونات الكريمة الأخرى..
السياسة ليست نزهة.. ولا ترف وامتيازات.. السياسة دفاع واقدام وشجاعة..
ونحن في تحالف قوى الدولة الوطنية.. لدينا الرؤية.. ولدينا الخبرة.. ولدينا الرجال القادرون على إدارة الدولة بقوة وحزم وإصرار..
لا تنقصنا الجرأة.. ولا نخاف في اللّٰه وشعبنا لومة لائم.. وسنكمل طريق الأحرار والشهداء مادام فينا عرق ينبض..
والسؤال الثالث: ما هي الأولويات التي سنعمل عليها بعد الانتخابات...؟
والإجابة تتمثل بما يلي:
أولاً/ المواطن العراقي وحياته الحرة الكريمة.. هو الهدف الأساس .. والتركيز على الخدمات الماء والكهرباء والتعليم والصحة والبنى التحتية ، وتوفير فرص العمل والسكن الكريم.. هي أولى أولوياتنا .. لأن الدولة التي لا ترعى مواطنيها لا تستحق مسمى الدولة..
ثانيًا/ محاربة الفساد.. فلن نقبل أن يبقى العراق رهينة للفاسدين والفاشلين وسارقي المال العام.. فالمعركة ضد الفساد ليست شعارًا انتخابيًا.. بل التزام وطني وأخلاقي سنخوضه دون تردد.. وبلا تهاون أو مجاملة..
ثالث/ ادامة الاستقرار السياسي في البلاد.. فلن نسمح بتهديد ركائز الاستقرار والاعتدال في البلاد.. ولن نسمح بتوريط العراق في ساحات الصراع والتصفيات.. يجب أن يبقى العراق مثال الاستقرار والاعتدال في المنطقة..
رابعا/ دعم الشباب والمرأة.. شباب العراق.. هم نبضه الحي.. وطاقته التي لا تنضب.. والمرأة العراقية هي روح المجتمع وضميره الحي.. سنعمل على تمكينهم من القرار وإعطائهم الفرصة ليقودوا .. وليكونوا محور التطور والاعمار في البلاد.. لن نسمح أن تبقى أحلامهم معلقة بفرص مفقودة.. بل سنعمل معهم على خلق الفرص وادامتها..
خامسا/ ترسيخ الأمن والسيادة.. لكي لا يكون العراق ساحة لتصفية الحسابات .. نريد عراقًا قويًا بجيشه ومؤسساته ، يحترم الجميع ولا يخضع لأحد.. ولا يهدده أحد.. ويبقى الجيش والشرطة وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والبيشمركة .. وجميع صنوف قواتنا المسلحة خطاً أحمر في الحقوق والسيادة.. ولن نرضخ لأية ضغوط تستهدف شبابنا ورجالنا في تلك المؤسسات الوطنية والدستورية..
سادسا/ تنمية الاقتصاد وفرص العمل.. فالعراقي يريد فرصة لا منحة.. ويريد كرامة لا شفقة..
ولنعمل على اقتصاد منتج غير ريعي يُعيد الحياة إلى الصناعة والزراعة والسياحة والاستثمار والتكنلوجيا ويمنح الشباب أمل الغد..
لنعمل على اقتصاد واضح وصارم في آلياته.. اقتصاد ناجح في فرصه وسوقه التجاري.. اقتصاد يلبي طموح الشباب العراقي وامنياتهم في حياة حرة كريمة تليق بهم .. وبخيرات بلدهم وفرصه الواعدة..
سابعا/ إن التنمية لا تقوم على مشاريع البنى التحتية والخدمات فحسب ، بل تعتمد على الإنسان بوصفه المحرك الأساس لكل عملية بناء. لذلك, نؤكد على ضرورة الاهتمام بالعلم والمعرفة والتقنية، فالعلم هو الأساس في التنمية والتطور والريادة. و نولي أهمية كبرى للتربية والتعليم، لأن بناء جيل واعٍ ومتعلم هو استثمار في رأس المال البشري للمستقبل. ولا يمكن لأي دولة أن تتقدم ما لم تجعل من التعليم والتدريبُ المستمر أولوية وطنية.
ونولي اهتمامًا خاصاً بالشأن الثقافي والأخلاقي للمجتمع، فالثقافة هي التي تحفظ هوية الأمة، والأخلاق هي التي تصون مسيرتها. ومهمتنا أن نرعى الأجيال الجديدة تربيةً صالحة، تقوم على التمسك بالعقيدة وحب الوطن واحترام القانون ونبذ التطرف، وأن نهتم بالشأن الاجتماعي لمكافحة آفات المخدرات، وارتفاع نسب الطلاق، وعمالة الأطفال، وكل ما يمس نسيج المجتمع.
إننا نؤمن بدور العشائر العراقية الأصيلة التي كانت وما زالت ركيزة المجتمع، وحصن القيم والتقاليد، والداعمة للنظام والمنظومة الثقافية والقيمية العراقية التي قدّمت التضحيات وبنت الأجيال وشاركت في كل ميادين العطاء، فهي الشريك الحقيقي في نهضة المجتمع . وكذلك المجتمع المدني بمؤسساته ونقاباته وصحفييه ومراكز الفكر وذوي الهمم العالية، الذين يشكلون رئة الوطن التي تتنفس بها روح المسؤولية والعمل التطوعي.
ولا يمكن أن نغفل أهمية تطوير منظومة الحكم والحوكمة الحديثة، عبر سياسات ونظم وخدمات عامة تتناسب مع تاريخ العراق وقيمه وتكون عصرية وحديثة، فالحوكمة الرشيدة هي التي تضمن عدالة الأداء وكفاءة المؤسسات.
إن العراق مهيأ للتنمية الشاملة، لأنه يمتلك العناصر الثلاثة الأساسية لتحقيقها وهي: التقنيات الحديثة ، ورأس المال، والقوة العاملة المتخصصة ذات الكفاءة العالية والإبداع والابتكار. وبجانب التنمية الاقتصادية، علينا الاهتمام بتطوير واقعنا الرياضي الذي يوحد الشباب ويمنحهم الأمل والانضباط والطاقة الإيجابية.
أيها الإخوة والأخوات..
نحن أمام مفترق طرق حقيقي.. فإما أن نبني الدولة التي تليق بالعراقيين .. أو نترك الأمر لمن يعيدنا إلى الوراء..
لا تسمحوا لأحد أن يُضعف ثقتكم بقدراتكم ... أنتم أصحاب هذا البلد وأنتم الذين تقررون شكل مستقبله..
في هذه الانتخابات لنجعل صوتنا معبراً عن صوتَ العراق.. لا صوتاً للغضب والكراهية.. لنصوّت للعقل والوطن والاعتدال والأمل..
قولوا للعالم أجمع أن العراق لا يُباع و يُشترى.. وأن العراقيين لا يُهزمون.. بل ينهضون بعد كل كبوة .. كما يصمد النخيل شامخا أمام العواصف والرياح.
رسالتي لأبناء قواتنا المسلحة الباسلة..
الأمن تاج الوطن ، يلمع في عيون رجال يحملون أرواحهم على أكفهم ويغرسون الطمأنينة في نفوس شعبهم .. فمن هنا تتجلى قيمة الوفاء لرجال الأمن ، والذود عن حقوقهم ، وصون كرامة الجرحى والمصابين وذوي الإعاقة منهم.
وهنا أجدد التذكير بمبادرتنا (السكن لحماة الوطن) والتي تقضي بتوفير قطعة سكن مناسبة ومخدومة لجميع منتسبي أجهزتنا الأمنية والعسكرية ورعاية الجرحى وذوي الإعاقة وعوائل الشهداء منهم عبر تخصيصات ثابتة في الموازنة العامة وتخفيض أجور الدراسة بنسبة 10% لأبنائهم.
وأدعو مجلس الوزراء الموقر للمضي باقرار قانون الخدمة والتقاعد لقوى الأمن الداخلي لما يتضمنه من ضمانات وحقوق لأبنائنا المنتسبين لوزارة الداخلية بما يتناسب مع تضحياتهم الجسيمة التي حققت الأمن والاستقرار في ربوع وطننا الحبيب.
أيها الأبطال الشجعان .. سنبقى مدافعين عنكم وعن حقوقكم وداعمين لأداء مهامكم الوطنية النبيلة.
أيها الأحبة ..
أن بلدكم بحاجة إلى رجالٍ ونساءٍ مثلكم يملكون الإرادة والوعي.. ويملكون الرؤية والخطط لتحقيق ما يحتاجه العراق من استقلال واستقرار و ازدهار وعدالة..
كل صوت منكم هو خطوة نحو الإصلاح.. لذا شاركوا بوعي.. وصوّتوا بضمير.. وكونوا شركاء في ترسيخ عراق جديد.. يرفل بالعدالة العدالة والكرامة والسيادة.. عراق يليق بكم وبأبنائكم..
وهنا أخاطب شباب العراق..
أنتم الأمل الحقيقي في حفظ وبناء واعمار هذا البلد العريق ..
بلدكم يحتاج إلى صوتكم الواعي..
بلدكم ينتظر أن تختاروا من يكون أهلا لحفظه واعماره..
بلدكم يريد منكم نخوة الشهامة والغيرة ليكمل مسيرة الإنجازات.. ويعالج الإخفاقات..
لا تركنوا للمحبطين واليائسين.. اسمعوا صوت الاعتدال والاستقرار ..
أيها الأحرار ..
لا تتركوا العراق لمن لا يحسن التعامل معه ..
صوتكم هو قراركم.. وقراركم هو مستقبل وطنكم..
قولوا نعم ..للعراق .. وكلا للفوضى ..
قولوا نعم للاعتدال والاستقرار.. نعم للعراق الواحد الذي لا يُباع و يُشترى..
العراق يستحقكم وأنتم تستحقونه .. فلا تضيعوه..
العراق كان وسيبقى رائداً في محيطه.. فلا تضيعوا فرصة عودته شامخاً زاهراً ..
بلدكم أمانة في أعناقكم.. فصونوا الأمانة ولا تضيعوها..
حمى اللّٰه عراقنا وشعبنا من كل سوء ومكروه..
وحفظ اللّٰه شبابنا ورجالنا في جميع الساحات والميادين..
حفظ اللّٰه علماءنا ومراجعنا العظام .. ولاسيما المرجع الأعلى الإمام السيستاني (دام ظله الوارف) ورحم الله شهداءنا الابرار وقادة الانتصار والشهيدين الصدرين وسفير المرجعية العلامة الشهيد السيد محمد مهدي الحكيم وشهيد المحراب وعزيز العراق.
والسلام عليكم ورحمة اللّٰه وبركاته..