السيد الحكيم في المؤتمر السنوي لمكتب شؤون الدولة: العراق يتعافى بثبات.. والانتخابات المقبلة محطة مصيرية لترسيخ الديمقراطية
أكد السيد الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، خلال كلمته في المؤتمر السنوي لمكتب شؤون الدولة، إحدى تشكيلات تيار الحكمة الوطني، أن المنطقة تمرّ بظروف استثنائية في ظل تطورات خطيرة شهدتها فلسطين ولبنان واليمن، مشيرًا إلى أن العراق اتخذ موقفًا داعمًا للقضية الفلسطينية دون الانخراط المباشر في أتون الأزمات، مبدياً في الوقت ذاته تفاؤله بشأن المفاوضات الجارية بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية.
وبيّن السيد الحكيم أن العراق قد تعافى على المستويات الأمنية والسياسية والاجتماعية، ويشهد اليوم حملة إعمار وتنمية واسعة، فضلًا عن تطور علاقاته الإقليمية والدولية، ما يمكّنه من أداء أدوار محورية على مستوى المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا التعافي يعود إلى اعتماد منهج الاعتدال والوسطية، الذي بات محل إجماع داخلي وخارجي.
وأضاف سماحته أن تيار الحكمة الوطني، رغم ما تعرّض له من حملات تسقيط وتشويه، حافظ على تمسكه بمنهج الاعتدال الذي يعبّر عن مشروع حكيمٍ راسخ، يمتدّ لأكثر من قرن من الزمن، وقد مرّ بمحطات تاريخية مفصلية في مسيرة العراق.
وأكد السيد الحكيم أن المرحلة الراهنة هي مرحلة خدمات وإعمار، وهي أولوية تتقدّم على سواها، داعيًا أبناء تيار الحكمة الوطني إلى أن يكونوا في طليعة القوى الساعية لتحقيق هذه الأهداف، من خلال استقطاب الاستثمارات، والاستفادة من حالة الاستقرار الأمني التي يشهدها العراق اليوم.
وأشار إلى أن تحديات أسعار النفط يمكن أن تتحوّل إلى فرصة لإحياء القطاعات الإنتاجية كالصناعة، والزراعة، والسياحة، والتكنولوجيا، داعيًا إلى قرارات إصلاحية جريئة تنهض بهذه القطاعات وتقلل من الاعتماد على الريع النفطي.
كما شدد السيد الحكيم على ضرورة أن يتحلى أبناء تيار الحكمة بروح الخدمة والتواضع، والحرص على تقديم الحلول الواقعية لمشكلات المواطنين، معتبرًا أن هذا النهج هو جوهر المشروع الحكيم.
وفي ختام كلمته، وصف الانتخابات المقبلة بأنها محطة مفصلية لا تقل أهمية عن انتخابات عام 2005، مؤكداً أنها تهدف إلى ترسيخ الديمقراطية وتأمين استقرارها، داعيًا إلى استعداد مبكر ومشاركة واسعة وواعية تضمن نجاحها وشرعيتها.