السيد الحكيم في ملتقى "سين" للحوار: العراق يوازن بين الاستقرار الداخلي والتفاعل الإقليمي ويؤكد أهمية الانتخابات ومشاركة الجميع
أكد السيد الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، خلال مشاركته في ملتقى "سين" للحوار، أن التطورات المتسارعة في المنطقة تجاوزت التوقعات، مما يحتم على العراق الحفاظ على توازنه الداخلي، دون الانغماس في صراعات المحيط، مع استمرار دوره الفاعل في القضايا الإقليمية، خاصة دعم فلسطين ولبنان إعلامياً وسياسياً وإنسانياً.
وأشار الحكيم إلى أن العراق يحتفظ بعلاقات متوازنة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن الشقيقة عمان كانت محطة تفاوض موثوقة للطرفين، فيما يبقى العراق من أبرز المستفيدين من تلك الحوارات ونتائجها الإيجابية.
وأوضح أن الانتخابات العراقية ستُجرى في موعدها رغم التحديات، داعياً إلى تعزيز التفاهم مع الفصائل الوطنية التي قدمت تضحيات كبيرة من أجل العراق، مؤكداً أن التعامل مع هذه الفصائل تطور بشكل غير مسبوق ضمن مسار يحفظ مصلحة الجميع.
وفي الشأن الانتخابي، شدد الحكيم على أن القانون الحالي يحقق توازناً وعدالة، رافضاً فكرة تغييره في الوقت الراهن لما قد يسببه من ارتباك في عمل المفوضية وتأخير في موعد الانتخابات، وأكد أن تعدد القوائم داخل الإطار التنسيقي تم بتوافق تام، ويُدار عبر لجنة مختصة تضبط إيقاع الحملات الانتخابية.
وبيّن أن تعدد الآراء داخل الإطار ظاهرة صحية لا تمس وحدته، لكنه شدد على أهمية إدارة هذا التعدد بروح المسؤولية. كما جدد الدعوة لمشاركة جميع الأطراف السياسية في الانتخابات، واعتبر مشاركة التيار الصدري مصلحة وطنية من شأنها تعزيز نسب المشاركة.
وأكد أن تيار الحكمة الوطني مستمر في لعب دوره الوطني عبر طرح الرؤى والأفكار في الفضاء العام، موضحاً أن عدم المشاركة في الحكومة لا تعني الابتعاد عن المشهد السياسي أو التوقف عن تقديم النصيحة.
وبشأن الوضع الإقليمي، دعا السيد الحكيم إلى انفتاح مدروس على سوريا يخدم المصلحة العراقية، خصوصاً في مواجهة الإرهاب ومعالجة الارتباك الأمني، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء أطلع القوى السياسية على خلفية اللقاءات التي جرت مؤخراً في قطر حول هذا الملف.
كما أكد أن العراق لا يملك حرية انتقاء المدعوين للقمة العربية باعتباره البلد المضيف، داعياً إلى الالتزام بالدبلوماسية الجامعة وعدم استخدام القمم كمنصات للإقصاء، وذكر أن العراق ذاته دُعي سابقاً رغم التحفظات على تجربته.
وفي سياق متصل، جدد السيد الحكيم رفضه للنعرات الطائفية، مؤكداً أن التداخل الجغرافي والديموغرافي في العراق يحتم طرح فكرة الأقاليم ضمن سياقات إدارية ودستورية دقيقة، محذراً من سياسة "تفقيس المحافظات" غير المدروسة، وداعياً إلى استحداث المحافظات وفق شروط ومعايير واضحة.
ولفت إلى أن عدد مقاعد تيار الحكمة لا يمثل وحده معيار التأثير، فالدور الحقيقي ينبع من المواقف والرؤية السياسية، مؤكداً أن العراق تجاوز مرحلة العودة إلى الوراء، وأن الشعب تفاعل مع هذا المسار بإيجابية.
وفي ختام حديثه، أوضح السيد الحكيم أن زياراته المتكررة للمحافظات تهدف إلى التواصل المباشر مع المواطنين، والاطلاع على همومهم، والمساهمة في إطلاق رسائل التعايش والتفاهم في كل أنحاء البلاد.