السيد الحكيم: المغفرة وسمات العلماء العاملين في ضوء آثار الصلاة
في إطار استكمال بحثه حول رسالة الحقوق للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، واصل السيد الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، تقديم محاضراته الرمضانية حول الحق العاشر المتعلق بالصلاة، حيث استعرض في هذه المحاضرة آثار الصلاة وأثرها العاشر المتعلق بالمغفرة، وقدم شواهد قرآنية تثبت دور الصلاة في كسب المغفرة.
واستكمل السيد الحكيم الحديث عن الآية الكريمة: "إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ، إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُور" (فاطر: 28)، حيث أشار إلى معاني هذه الآية العميقة في القرآن الكريم، والتي تحث على الخشية من الله والقيام بالصلاة والإنفاق في سبيله. وأوضح السيد الحكيم أن مصطلح "العالم" في القرآن الكريم لا يقتصر على من يملك العلم فقط، بل يشمل من يتأثر بهذا العلم ويصل إلى مرحلة البصيرة والحكمة، ليكون علمه موازيًا لعمله وفعله.
وفي تعليقه على هذه الآية، تناول السيد الحكيم بعض الأحاديث الشريفة التي بيّن فيها الإمام علي (عليه السلام) وأئمة أهل البيت (عليهم السلام) سمات العلماء العاملين، حيث قال الإمام علي (عليه السلام): "ألا أخبركم بالفقيه حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، ولم يؤمنهم من عذاب الله..."، مؤكداً على أن العلم لا قيمة له إذا لم يكن مصحوبًا بالعمل والتدبر في القرآن الكريم، مشيرًا إلى أهمية العبادة التي تعتمد على الفقه والتفكر.
كما استعرض السيد الحكيم الأحاديث التي تحدثت عن سمات العلماء العاملين مثل الخشية من الله، و إقامة الصلاة، و الإنفاق مما رزقهم الله، مؤكدًا على أن المؤمن يجمع بين الخشية والرجاء في عبادته، وأن تلاوة كتاب الله يجب أن تكون مستمرة ودائمة.
كما لفت السيد الحكيم إلى أهمية الإنفاق بالسر والذي يعكس صدق النية، بينما يشجع الإنفاق في العلن الآخرين على العطاء، موضحًا أن التجارة مع الله لن تبور، لأن الله سبحانه وتعالى يقدر ويقبل ما نقدمه له.
واختتم السيد الحكيم محاضرته بالتأكيد على أن تثمين عمل الآخرين و الصفح عن أخطائهم هو منهج قرآني مهم يجب أن يتحلى به المؤمن في حياته اليومية.