السيد الحكيم في محاضرة رمضانية: دعوة لتحقق حضور القلب في الصلاة وتحقيق استقرار المجتمع
في إطار سلسلة محاضراته الرمضانية، واصل السيد عمار الحكيم رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية شرح "رسالة الحقوق" للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، حيث تناول في محاضرة اليوم الحق العاشر من الرسالة، الذي يتحدث عن حق الصلاة.
بدأ السيد الحكيم محاضرته بعرض مجموعة من الروايات الشريفة التي تحذر من الغفلة أثناء الصلاة وتحث على حضور القلب في المناجاة مع الله، معتبرًا أن الصلاة هي ميزان للإنسان؛ حيث قال عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): "الصلاة ميزان فمن وفى استوفى". كما استعرض مجموعة من الأحاديث التي توضح ضرورة الإقبال على الصلاة، مثل ما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) الذي قال: "إعلم أن الصلاة حجزة الله في الأرض، فمن أحب أن يعلم ما أدرك من نفع صلاته فلينظر، فإن كانت صلاته حجزته عن الفواحش والمنكر فإنما أدرك من نفعها بقدر ما احتجز".
وأشار السيد الحكيم إلى أن الصلاة لها أهمية عظيمة في إبعاد الإنسان عن الفواحش والمنكرات، حيث تدفعه إلى تقوى الله والإيمان بالآخرة، مبينًا كيف أن الصلاة تمثل لقاء مع الله وإشارة إلى التزام الإنسان بمبادئ الدين الحنيف.
كما تحدث السيد الحكيم عن موجبات الصلاة وفقًا للقرآن الكريم، وهي مجموعة من العوامل التي تدفع المسلم إلى أداء الصلاة بشكل صحيح. فذكر بعض الآيات التي تحث على الصلاة والتزام القلب عند أدائها، مثل قوله تعالى:
"قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّىٰ" (سورة الأعلى 14-15). وتطرق كذلك إلى أهمية الصبر والتقوى كأسباب رئيسية لأداء الصلاة كما ذكرها القرآن الكريم في مواضع عدة.
وأوضح الحكيم أن الصلاة ليست مجرد عبادة شكلية، بل هي حالة تفاعل روحي مع الله، داعيًا الحضور إلى أن يكونوا على يقين أن الصلاة هي الوسيلة المثلى لتحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي، مشيرًا إلى أن الصلاة تعزز من الوحدة الوطنية وتنمي الوعي الديني لدى الفرد والمجتمع.
ختامًا، أكد السيد الحكيم أن الصلاة يجب أن تكون منظومة فكرية وعاطفية تلمس القلب قبل الجسد، داعيًا الجميع إلى تحقيق حضور القلب في الصلاة لتعزيز العلاقة مع الله والارتقاء بالروح والمجتمع.