السيد الحكيم في محاضرته الرمضانية: "فضل الصلاة وأهمية المحافظة عليها"
في محاضرة اليوم ضمن سلسلة محاضراته الرمضانية، واصل السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، شرح "رسالة الحقوق" للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، حيث تناول في حديثه الحق العاشر المتعلق بـ "حق الصلاة". وقد استكمل في هذه المحاضرة تبيان الإضاءة الثانية الخاصة بـ "فضل الصلاة" وأهميتها، موضحًا عظمة هذه العبادة في حياة المسلم.
استعرض السيد الحكيم عددًا من الآيات القرآنية التي تبيّن فضل الصلاة، منها قوله تعالى:
"وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَىٰ صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" (الأنعام: 92)،
"إِلَّا الْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ" (المعارج: 22)،
"إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا" (النساء: 103).
كما تناول السيد الحكيم بعض الأحاديث الشريفة التي تبين أهمية الصلاة، حيث ذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول: "إذا كان يوم القيامة يدعى بالعبد فأول شيء يسأل عنه الصلاة، فإن جاء بها تامة وإلا زج به في النار". وقد شدد السيد الحكيم على أن الصلاة ليست فقط عبادة جسدية، بل هي مقياس لقبول الأعمال يوم القيامة.
كما تطرق إلى بعض الروايات التي تبيّن فضل الصلاة في الإسلام، ومنها ما ورد في "فقه الرضا" (عليه السلام) حيث بيّن فضل الصلاة على المصلي، مشيرًا إلى أن المصلي يتناثر عليه البر من أعنان السماء، وتحف به الملائكة من كل جانب. وفي هذا السياق، ذكر الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة: "فرض الله الإيمان تطهيرا من الشرك، والصلاة تنزيها عن الكبر".
واستعرض السيد الحكيم أيضًا الإضاءة الثالثة المتعلقة بـ "المحافظة على الصلاة"، حيث تناول أمرين مهمين في هذا المجال: الأول هو المداومة على الصلاة دون انقطاع، والثاني هو الالتزام بأوقات الصلاة. وأكد على أن الصلاة يجب أن تؤدى في وقتها المحدد، مشيرًا إلى ما ورد في نهج البلاغة من قول أمير المؤمنين (عليه السلام): "صل الصلاة لوقتها المؤقت لها، ولا تعجل وقتها لفراغ، ولا تؤخرها عن وقتها لاشتغال، واعلم أن كل شيء من عملك تبع لصلاتك".
كما نقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: "إن العبد إذا صلى لوقتها وحافظ عليها ارتفعت بيضاء نقية تقول: حفظتني حفظك الله، وإذا لم يصلها لوقتها ولم يحافظ عليها رجعت سوداء مظلمة تقول: ضيعتني ضيعك الله". وأشار إلى أن حافظته على الصلاة لأوقاتها لا يعد من الغافلين.
في ختام محاضرته، أشار السيد الحكيم إلى بعض الحالات التي يجوز فيها تأخير الصلاة عن وقت فضيلتها، مثل أداء النوافل قبل الفرائض، أو في حالات خاصة مثل الإفاضة من عرفات، أو قضاء الصلاة الواجبة. كما أوضح أنه يمكن تأخير الصلاة في بعض الحالات الشخصية أو النفسية لمن يعاني من عدم الاستقرار النفسي أو القلبي.
وأكد السيد عمار الحكيم في محاضرته على أن الصلاة هي ركن أساسي في حياة المسلم، ويجب أن تكون محط اهتمام دائم ومواظبة، بما يضمن تأديتها بالشكل الصحيح والمستحق.