السيد الحكيم في محاضرته الرمضانية: الإضاءة الثانية حول "فضل الصلاة" في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام)
في إطار محاضراته الرمضانية، واصل السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، شرح "رسالة الحقوق" للإمام زين العابدين علي بن الحسين السجاد (عليه السلام)، حيث استكمل الحديث عن الحق العاشر المتعلق بـ "حق الصلاة". وقد تناول في هذه المحاضرة الإضاءة الثانية حول فضل الصلاة، مؤكداً مكانتها العظيمة في الدين الإسلامي.
وأشار السيد الحكيم إلى أن الصلاة تعتبر ركنًا أساسيًا من أركان الدين، ومعيارًا لقبول الأعمال، فإن قُبلت قبلت معها سائر الأعمال، وإن ردت رد ما سواها. وأكد أن الصلاة هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن المسلم في أي حال، إلا في ظروف خاصة، وهي وصية الأنبياء على اختلاف طرق أدائها.
كما عرض السيد الحكيم عددًا من الآيات القرآنية التي تبيّن فضل الصلاة، مثل قوله تعالى:
"وَأَوۡصَٰنِي بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ مَا دُمۡتُ حَيّٗا" (سورة مريم الآية 31)،
"وَكَانَ يَأۡمُرُ أَهۡلَهُۥ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱلزَّكَوٰةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِۦ مَرۡضِيّٗا" (سورة مريم الآية 55)،
"وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَا" (سورة طه الآية 132).
كما تناول السيد الحكيم بعض المواقف والروايات الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين، التي تعكس أهمية الصلاة في حياة المسلم. فقد ذكر طلب الإمام الحسين (عليه السلام) من أصحابه في ليلة عاشوراء تأخير القتال لعلهم يصلون لربهم، بالإضافة إلى موقفه في يوم عاشوراء حينما صلى بأصحابه صلاة الخوف.
كما أشار إلى توصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) لأصحابه في نهج البلاغة بالمحافظة على الصلاة والتقرب بها، موضحًا أنها كانت على المؤمنين كتابًا موقوتًا، مستشهدًا بكلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي شبه الصلاة بالحمة، التي تطهر المسلم من الذنوب كما يغتسل الرجل خمس مرات في اليوم.
وفي سياق حديثه، ذكر السيد الحكيم أيضًا مجموعة من الأحاديث الشريفة التي تبين فضل الصلاة، منها قول الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) بأن أفضل ما يتقرب به العبد إلى الله بعد المعرفة هو الصلاة، مشيرًا إلى أن صلاة المؤمن بالليل تكفر ذنوب النهار، كما ورد في قوله صلى الله عليه وآله وسلم: "الصلاة ميزان من وفى استوفى."
وفي ختام محاضرته، استعرض السيد الحكيم قول الإمام محمد الباقر (عليه السلام) بأن الصلاة هي عمود الدين، مشبهاً إياها بعمود الفسطاط، الذي إذا ثبت استقامت عليه بقية الأوتاد والأطناب.