السيد الحكيم في محاضرة رمضانية: التأكيد على جوهر الصلاة وأهميتها كذكر لله سبحانه وتعالى
في إطار سلسلة المحاضرات الرمضانية اليومية، واصل السيد عمار الحكيم شرح رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام)، حيث وصل الحديث إلى الحق العاشر المتعلق بـ "حق الصلاة". في هذه المحاضرة، تم تسليط الضوء على حقيقة الصلاة وجوهرها، الذي يتمثل في ذكر الله سبحانه وتعالى.
وقد استعرض السيد الحكيم مجموعة من الآيات القرآنية التي تؤكد أهمية الصلاة كعبادة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتفكر في خلق السماوات والأرض، حيث قال في الآية الكريمة:
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ، الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّار" (سورة آل عمران: 190-191).
كما تم تسليط الضوء على روايات أهل البيت (عليهم السلام) التي تشدد على أهمية الصلاة. ومن بين هذه الروايات، نقل السيد الحكيم قول الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام): "أحب الأعمال إلى الله عز وجل الصلاة، وهي آخر وصايا الأنبياء، فما أحسن الرجل يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه وهو راكع أو ساجد".
وأكد السيد الحكيم في محاضرته أن الصلاة ليست مجرد فرض ديني، بل هي قرع لباب الملك، كما ورد في وصية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لأبي ذر الغفاري، حيث قال: "إن الله تعالى جعل قُرَّة عيني في الصلاة، وحبَّبَها إليّ كما حبَّب إلى الجائع الطعام وإلى الظمآن الماء".
وشدد السيد الحكيم على أن الصلاة، خاصة إذا تم إقامتها في الخلوات أو في الأماكن التي لا يراها أحد سواك، تحمل ثوابًا عظيمًا، حيث يباهي بها الله سبحانه وتعالى الملائكة، ويستجيب لدعاء من يؤديها بإخلاص.
كما أشار إلى أهمية الصلاة في حياة المؤمنين باعتبارها الطريق الأقرب لله تعالى، داعيًا الحضور إلى الاستمرار في العبادة بخشوع وتفكر، بحيث يتحقق التواصل الحقيقي مع الله ويشعر المؤمن بأنه في المحضر الربوبي طوال الصلاة.
ولم تقتصر المحاضرة على ذكر أهمية الصلاة فحسب، بل تحدث السيد الحكيم أيضًا عن دورها في تعزيز الروحانية والاتصال بالله سبحانه وتعالى، مشيرًا إلى أن الإنسان ينبغي أن يسعى إلى الصلاة بتوجه كامل، بنية صافية، خالية من الغفلة، لكي يشعر بعظمة الله ويرتقي روحيًا في كل خطوة من خطواته العبادية.
وفي ختام المحاضرة، أكد السيد الحكيم على أن شهر رمضان هو فرصة كبيرة لتعميق هذه العلاقة مع الله، وأوصى الحضور بالاستمرار في التركيز على جوهر الصلاة وعدم الاستخفاف بها.