السيد الحكيم يدعو لحلف عشائري ووثيقة يوقع عليها شيوخ العشائر لحماية المشاريع والبراءة ممن يستهدفهم
في إطار زيارته لمحافظة ذي قار، التقى السيد عمار الحكيم، رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، بجمع كبير من شيوخ ووجهاء المحافظة في مضيف الشيخ ماجد آل عجيل الحچامي بقضاء سوق الشيوخ. وأكد السيد الحكيم خلال كلمته على عمق العلاقات التاريخية والوطنية التي تربط عائلة الحكيم بالعشائر العراقية الأصيلة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة متجذرة منذ عهد المرجعية الرشيدة للإمام السيد محسن الحكيم (قدس سره)، مرورًا بدور سفير المرجعية وشهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، وصولًا إلى التضحيات المشتركة التي أثبتت قوة هذه الروابط.
وأشاد السيد الحكيم بتضحيات أبناء محافظة ذي قار في مواجهة الدكتاتورية وبناء العراق الجديد، مؤكدًا على دورهم البارز في دعم المرجعية الدينية والاستجابة لندائها المبارك. وأشار إلى أن الإسلام في العراق قد حُفظ بفضل ثلاثية المرجعية الدينية والعشائر العراقية والشعائر الحسينية، التي كانت حاضرة في كل المحطات التاريخية للأمة العراقية.
وتطرق السيد الحكيم إلى التحديات التي واجهها العراق، لاسيما التخادم بين نظام البعث والإرهاب، وما مثله تنظيم داعش من امتداد لهذا التخادم. وأشاد بدور الفتوى المباركة للمرجعية الدينية العليا في إفشال مشروع الإرهاب، مؤكدًا على سرعة استجابة العراقيين لهذه الفتوى، معتبرًا أن أبناء ذي قار كانوا في طليعة المدافعين عن العراق وخدمة زوار الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث يعد موكب سوق الشيوخ من أكبر المواكب الحسينية في البلاد.
وأكد السيد الحكيم أن المرجعية الدينية حفظت كل المكونات العراقية ووقفت مع الجميع، مشيرًا إلى أن الشعائر الحسينية تحمل رسالة إنسانية تسمو فوق كل الخلافات. كما أشار إلى أن العالم ينظر بإعجاب للتطور الإيجابي الذي يشهده العراق، رغم التحديات الكبيرة التي واجهها، معتبرًا أن حكمة العراق في تعاطيه مع قضايا المنطقة تُعد نموذجًا يُحتذى به.
ودعا السيد الحكيم إلى ضرورة تعزيز الاستقرار في محافظة ذي قار وتحويله إلى استقرار دائم، معتبرًا أن هذا الهدف مسؤولية الجميع. وأكد على أهمية تنويع مصادر الدخل والابتعاد عن الاعتماد الكلي على النفط، مشيرًا إلى ضرورة الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في جذب رؤوس الأموال الأجنبية لتحريك العجلة الاقتصادية وتوفير فرص العمل. وأشار إلى أن توفير بيئة آمنة للاستثمار سيشجع الشركات على القدوم إلى ذي قار، مما سيعزز الواقع الاقتصادي والسياسي في المحافظة.
وفي ختام كلمته، دعا السيد الحكيم إلى تعزيز الأمن بمختلف أشكاله السياسي والاجتماعي والأمني، مؤكدًا على دور العشائر في إدامة هذا الأمن. واقترح تشكيل حلف عشائري وتوقيع وثيقة من قبل شيوخ عشائر ذي قار لحماية المشاريع والبراءة من أي جهة تسعى لتخريبها، معتبرًا أن مثل هذه الخطوة ستكون مصدر اطمئنان للشركات والمستثمرين، مما سيسهم في تعزيز التنمية والاستقرار في المحافظة.