السيد الحكيم .. العراق يراكم الايجابيات وهو اكبر من ان تختزله جهة او جماعة وندعو لصندوق اعمار لبنان وغزة
في ملتقى الشرق الأوسط للحوار (ميري) في أربيل، الذي عقد بحضور رئيس حكومة الإقليم السيد مسرور بارزاني و النخب السياسية والإعلامية في الإقليم و عموم العراق و الساحة الدولية، تقدم السيد الحكيم بالتهاني لشعب كردستان على نجاح الانتخابات ومستوى المشاركة الشعبية العالية وحسن إدارتها من قبل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات،
وقال سماحته "إن بناء الدولة يحتاج مناخا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا مستقرا، فيما عاش العراق مرحلة الحروب والاشتباك المكوناتي، لكنه يعيش اليوم حالة استقرار غير مسبوقة على المستويات السياسية والاجتماعية والأمنية أفضت إلى حالة البناء والاعمار والتنمية، كما أن العراق اليوم يمتلك المبادرة الأمنية فيما كان عرضة للعمليات الإرهابية ويتعامل مع التحدي الإرهابي بردة الفعل"
اكد السيد الحكيم ضرورة رؤية التطور الحالي في العراق مع الانفتاح الإقليمي و الدولي، حيث يكون تقييم المشهد العراقي بمقارنة ما نحن عليه الآن بما كنا عليه سابقا، وبمقارنته مع دول عاشت نفس مخاضاته، موضحا أن استمرار الاستقرار سيحول مصالح الجميع إلى مرحلة الاستقرار ومغادرة مرحلة اللا استقرار، معربا عن تفاؤله بذلك، داعيا للنظر بالتحديات التي واجهها العراق والتي تغلب عليها في فترة قياسية.
سماحته بين إن وجود حراك داخل القوى السياسية السنية لتقديم مرشحين متعددين ومن ثم التحرك على باقي القوى السياسية الشيعية والكردية أسهم في تأخير حسم اختيار الرئيس الجديد لمجلس النواب، مبديا تفاؤله بحسم الموضوع في جلسة الخميس القادمة.
سماحته اوضح إن الاستقرار السياسي يأتي بالاستقرار الأمني و هما يأتيان بالاقتصادي ومنه نحو الاستقرار الاجتماعي واندكاك المجتمع مع النظام السياسي، حيث إن هذه التراتبية تفضي إلى انفتاح إقليمي ودولي، مشددا على أهمية التفاهم السياسي بين القوى السياسية كتعبير عن تفاهمات مجتمعية بين المكونات، موضحا أن القوانين تنتظر الاتفاق على فلسفتها وتنظيمها، وأشرنا إلى أن حسم فلسفة القوانين كفيل بحسمها ومنحها الشرعية.
سماحته بين إن حكومة السيد السوداني تصدت للمهام في مناخ الاستقرار الداخلي والخارجي وهو تراكم لعمل الحكومات السابقة، ونشهد اليوم مستوى من الرضا الشعبي عن الحكومة وبالمحصلة هناك خطوات جدية تحققت في مجال الخدمات والتنمية، وهو نجاح لائتلاف إدارة الدولة لاسيما القوى الداعمة للحكومة، فيما دعا للنظر في استطلاعات الرأي التي تحدثت عن الرضا الشعبي عن الحكومة وعن القوى السياسية، حيث يمثل ذلك منجزا كبيرا وأرضية جديدة لتشكيل الحكومات اللاحقة.
السيد الحكيم قال ان "العراق أكبر من أن تختزله جهة معينة وهذا ما أثبتته التجارب، وأن ائتلاف إدارة الدولة هو الحاضنة الفعلية لحكومة السيد السوداني" مشيرا إلى ملامح الدولة اللامركزية التي ثبتها الدستور، فيما بيّن أن هناك عقلية تجنح إلى المركزية بحكم المركزية الشديدة في الحقبة السابقة، موضحا أن المسير نحو اللامركزية الإدارية يسير ببطئ ونأمل أن ننتقل بشكل أسرع نحو اللامركزية وإنهاء حالة التدافع بين المركزية واللامركزية.
سماحته اكد ضرورة سماع رؤية حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية في آن واحد عن القضايا العالقة، مشددا على أهمية بناء الثقة لتحقيق حالة الوئام، مبينا أن المشاكل العالقة تحتاج إلى وقت للحلحلة في البلدان المستقرة فما بالك بالعراق الذي مر بفترات غاب فيها الاستقرار والثقة، وأن ما تحقق ليس بمستوى الطموح لكنه قريب جدا من الواقعية السياسية.
سماحته دعا للنظر إلى القوانين المطروحة ومستوى التقدم في الاتفاق عليها، مؤكدا أن حجم ما أنجز كبير وأن هناك التزاما بالبرنامج الحكومي واطلاعا لباقي القوى السياسية على مستوى الإنجاز وبتوقيع لجنة وزارية ممثلة من جميع المكونات مبينا أن الإطار ما زال يناقش الخيارات فيما يتعلق بالانتخابات القادمة، مؤكدا أن تحالف قوى الدولة أثبت حضوره في الساحة السياسية وكان آخر مشاهد الإثبات هو الانتخابات المحلية الأخيرة وسينظر في الخيارات المطروحة إن كانت تتفق مع رؤيته أو يبقى منحازا لعنوانه ولونه السياسي ضمن التزامه بالإطار التنسيقي.
سماحته أكد أن الانتقال من مرحلة صراع المكونات إلى التنافس داخل المكون الواحد حالة إيجابية، كما أن التنافس داخل المكونات تنافس سياسي لا مكوناتي، يسهم في دعم وتطوير النظام السياسي، موضحا أن هناك برامج تجمع قوى متنوعة قوميا ومذهبيا أكثر من أن تجمع قوى سياسية داخل المكون الواحد، داعيا لمعرفة ما تحقق والاعتزاز به.
جدد السيد الحكيم تضامنه مع الشعبين الفلسطيني واللبناني، داعيا لإنشاء صندوق خاص لإعمار لبنان وفلسطين بعد توقف الحرب، مجددا الدعوة لمواصلة الإغاثة الإنسانية للمنكوبين والنازحين والدعم السياسي والإعلامي.