السيد الحكيم يؤكد اهمية التيار المدني في المجتمع العراقي ويدعو لمحاكمة علنية لسرقة القرن
خلال استضافته في مقر تجمع تيار الأكثرية الوطنية برئاسة الأستاذ ذو الفقار حسين، التقى جمعا من الناشطين وكتاب الرأي، وبارك لهم قرب حلول المولد النبوي الشريف، مؤكدا أن التيار المدني يمثل لونا اجتماعيا مهما ودعونا لمحاكمة علنية لسرقة القرن
واشار سماحته إلى التحديات الكبيرة التي واجهتها التجربة العراقية، كما بيّن أهمية أن يتصدى المدنيون لتمثيل شرائحهم كي لا يشعر الجمهور المدني أنه جمهور غير ممثل سياسيا، مشددا على ضرورة أن تمثل هذه الشريحة بشخصيات قادرة على التعبير عنها وفي الوقت نفسه يراها الجمهور المدني معبرة عن أفكاره ورغباته وتمثله سياسيا، مبينا أن دعمنا لهذه الشريحة ليس ترفا بل قراءة واقعية لأهمية هذه الشريحة.
سماحته بين أن غياب رئيس مجلس النواب له بعدان الأول البعد السياسي بين القوى السياسية والبعد الثاني بعد اجتماعي، حيث يرى المكون السني أنه غائب عن الرئاسات الثلاث وهو بمعزل عمن يشغل المنصب سواء كان هذا السياسي أو ذاك، مؤكدا بذله جهدا كبيرا لحل هذه المشكلة ونتمنى أن تفضي الاجتماعات إلى حسم قريب لشخصية تتصف بالخبرة و القدرة على تحمل المسؤولية.
سماحته شجع القوى المدنية على مواصلة ترتيب وضعها وتنظيم صفوفها، وقال إن القوى السياسية المدنية عندما انتظمت بهيكل سياسي واجهت الإشكاليات نفسها التي واجهتها الكيانات من المشارب الأخرى.
مبينا أيضا أن القوى السياسية مرت بمخاضات كبيرة وعلى القوى المدنية أن تتحمل هذه المسيرة الحتمية، مؤكدا أن العمل السياسي يحتاج إلى الصبر والمطاولة والتحمل والدفاع عن الأفكار وشجعنا على اندماج التيارات المتشابهة في أفكارها.
سماحته أكد أن مشروع الاعتدال مشروع دولة عبر بناء مؤسسات تحفظ الحقوق وتمنع الفوضى، مشددا على قوة الدولة وتمكينها من فرض النظام ومنع أي عنوان أخر مهما كانت نواياه سليمة داعيا لتقبل آراء البعض فتعدد الرؤى مسألة طبيعية في مجتمع متنوع ومتعدد المشارب وعلينا إدارة الاختلاف ومنعه من الانتقال إلى مرحلة الخلاف والكسر، مشيرا إلى أن العمل السياسي يحتاج إلى تراكم إيجابي وتحمل الصعاب والتحديات واحيانا التقلبات والصعود والهبوط، وشدد على عدم الربط بين المواقع الحكومية والعمل السياسي.
سماحته دعا إلى النزول الميداني والتحرك باتجاه الجمهور المدني والمشاركة في الانتخابات محذرا من المخدرات وقال إنها أخطر من داعش وأن وضع المعالجات على رأس أولويات الحكومة، وتأخذ مساحة كبيرة من الاهتمام، داعيا لاستنفار كامل لمعالجتها وتحصين الشباب منها.
سماحته دعا إلى تكامل السلطات، مبينا أن تيار الحكمة يعمل جاهدا على تقريب وجهات النظر بين الجميع، وفي مسألة ادعاء التجسس والتنصت على بعض المسؤولين داعيا إلى الاحتكام للقضاء ولما يخرج به من نتائج التحقيق عن هذه الحالة.
عن سرقة القرن، دعا لفتح تحقيق واضح وشفاف وعلني وأن تكون المحاكمة محاكمة القرن كما أن السرقة سرقة القرن من دون التخوف من ورود أسماء سياسية، مشددا على تبييض العملية السياسية من هذه الشائبات.
بما يتعلق بالعقد الاجتماعي، شدد سماحته على أهميته ولكن ضمن معادلة التوازن الحقيقية، مبينا أن مخرجات الانتخابات السابقة لم تكن متوازنة لذلك لم تساعد على تحقيق العقد الاجتماعي الجديد، موضحا أهمية الاحتكام للدستور كمرجعية سياسية وقانونية.
سماحته دعا أيضا إلى تمكين شخصيات كفوءة ونزيهة ومقتدرة من مواقع الدولة، حيث إن النجاح يتطلب وجود من يتصفون بهذه الصفات، وقلنا إن اعتماد هذا المبدأ يزيد من حظوظ القوى السياسية ورصيدها السياسي داعيا لتمكين الشباب وتقديم المؤهلين منهم كي يعكسوا صورة طيبة عن شريحة الشباب، مشددا على مواءمة سن الترشيح مع تأسيس الكيان السياسي وقال إن الحكمة قدمت نماذج شبابية ناجحة لمواقع داخلها أو داخل مؤسسات الدولة.