السيد الحكيم من الاثار المترتبة على الشبع المرض والطغيان

يواصل السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني حديثه في شرح رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام وقال البطن هو الحق الثامن في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا الإمام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) والتي هي موضوع بحثنا خلال سلسلة المحاضرات الرمضانية، وكنا قد استعرضنا جملة من الإضاءات المتعلقة بهذا الحق، وانتهينا إلى الإضاءة السابعة وهي النهي عن الشبع والتخمة حيث يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام): 
"و لا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين و ذهاب المروة" 
كما استعرضنا العديد من الروايات الواردة عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) وأهل البيت (عليهم السلام) التي تنهى عن الشبع حد التخمة.
ونستكمل في محاضرة اليوم الروايات الواردة في هذا المعنى ومنها قول أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في رسالته إلى عثمان بن حنيف " يا بن حنيف، فقد بلغني أن رجلا من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة فأسرعت إليها، تستطاب لك الألوان، وتنقل إليك الجفان، وما ظننت أنك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفو، وغنيهم مدعو، فانظر إلى ما تقضمه من هذا المقضم، فما اشتبه عليك علمه فالفظه، وما أيقنت بطيب وجهه فنل منه"

وقال سماحته من الآثار المترتبة على الشبع الأثر الأول: الطغيان 
عن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) " وَ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنَ اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ إِذَا خَفَّ بَطْنُهُ ، وَ أَبْغَضُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا امْتَلَأَ بَطْنُهُ 
الأثر الثاني: الكسل عن العبادة 
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " بِئْسَ الْعَوْنُ عَلَى الدِّينِ قَلْبٌ نَخِيبٌ ، وَبَطْنٌ رَغِيب"
الأثر الثالث: المرض 
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام)" الأكل على الشبع ، يورث البرص )

الأثر الرابع : الجوع في الآخرة 
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ) " أكثر الناس شبعا في الدينا أكثرهم جوعا في الآخرة" 
الأثر الخامس : موت وقسوة القلب 
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :" لاَ تُمِيتُوا اَلْقُلُوبَ بِكَثْرَةِ اَلطَّعَامِ وَ اَلشَّرَابِ وَ إِنَّ اَلْقُلُوبَ تَمُوتُ كَالزَّرْعِ إِذَا كَثُرَ عَلَيْهِ اَلْمَاء"

ويقول الإمام زين العابدين ( عليه السلام) "فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم : مكسلة ، و مثبطة و مقطعة عن كل بر و كرم" واورد سماحته مجموعة من الشواهد القرانية 
ورد هذا المعنى في سورة النساء الآية 142 " إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا "
عن أبي عبد الله الإمام جعفر الصادق(عليه السلام) " عدو العمل الكسل"
وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) يقول قال أبي لبعض ولده " إياك والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك من الدنيا والآخرة"