السيد الحكيم.. المروءة وهي مراعاة الموازين الأخلاقية والاجتماعية والتقاليد وحفظ الحدود الدينية والاجتماعية والعرفية
واصل السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني شرح رسالة الحقوق للامام زين العابدين عليه السلام وقال سماحته "استكمالا لبحثنا في رسالة الحقوق لسيدنا ومولانا زين العابدين الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، وكان حديثنا عن الحق الثامن وهو حق البطن، واستعرضنا جملة من الإضاءات حول هذا الحق، وانتهى بنا الحديث إلى الإضاءة السابعة وهي النهي عن الشبع والتخمة حيث يقول الإمام زين العابدين (عليه السلام):
"و لا تخرجه من حد التقوية إلى حد التهوين و ذهاب المروءة ، و ضبطه إذا هم بالجوع و الظمأ ، فإن الشبع المنتهي بصاحبه إلى التخم : مكسلة ، و مثبطة و مقطعة عن كل بر و كرم"
وذكرنا بعض الآيات والروايات التي تشير إلى كراهية الشبع:
"إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُم" سورة محمد الآية ١٢
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " سيكون من بعدي سمنة ، يأكل المؤمن في معاء واحد ويأكل الكافر في سبعة أمعاء"
عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام) "كثرة الأكل مكروه" وعنه أيضا (عليه السلام) "إنّ اللّه عزوجل يبغض كثرة الأكل"
وذكرنا العديد من الروايات الأخرى التي تشير إلى هذا المعنى"
وبيّن سماحته "معنى المروءة وهي مراعاة الموازين الأخلاقية والاجتماعية والتقاليد وحفظ الحدود الدينية والاجتماعية والعرفية، وللمروءة معايير وسمات ست يوضحها الإمام الحسين (عليه السلام) في قوله :
"حفظ الدين وإعزاز النفس ولين الكنف ( أي خفيف الظل) وتعهد الصنيعة( اتقان العمل )، وأداء الحقوق، والتحبب إلى الناس"