السيد الحكيم ..مقياس نجاح التجربة العراقية يعتمد على حسم هوية الدولة وقوة المؤسسات والعلاقات الخارجية وطبيعة المنظومة القيمية ومعادلة الحكم المتوازنة
خلال استضافته في منتدى العراق تحدث السيد عمار الحكيم رئيس تيار الحكمة الوطني عن طبيعة النظام السياسي والتحديات والأولويات التي واجهها العراق 3/5/2023، مبينا أن الحديث عن نجاح أو فشل النظام السياسي يحتاج معيارية لقياس ذلك مع لحاظ طبيعة المتغيرات التي شهدها العراق والهواجس والمخاوف والأدوار الخارجية التي رافقت عملية التغيير .
سماحته بين أن الحديث عن نجاح التجربة من عدمه يحتاج إلى حسم هوية الدولة وفلسفتها وطبيعة الرؤى والاستراتيجيات والأولويات المنبثقة منها و الخطط و البرامج المترتبة عليها، إذ أكد أن الهوية لم تكن محسومة في بعدها السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
سماحته اكد أيضا أن المعيارية تحتاج إلى معادلة حكم عادلة و متوازنة وهذه تحتاج إلى توازنات مناطقية و تحالفات وطنية عابرة للمكونات مع حفظ التوازنات الاجتماعية فيها، كما أشار إلى أهمية المؤسساتية مضيفا بقوله" إنها بحاجة إلى ثورة إدارية لمعالجة البيروقراطية و مكافحة الفساد و رؤية تنموية و عمرانية و خدمية واضحة، وأن قوة المؤسسات ودور الأفراد تعيش علاقة عكسية ، فكلما قويت الأولى ضعفت الثانية والعكس صحيح" داعيا إلى الخروج من الدولة الريعية نحو خماسية الزراعة والصناعة والسياحة والاستثمار والتكنولوجيا.
سماحته شدد على الاهتمام بالنوع كمدخل لتحقيق التنوع ، والحاجة الماسة لصيانة منظومة القيم بكل عناوينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وعلينا أن نعترف بوجود خلل قيمي في الجانب الاجتماعي بدلالة المخدرات والجريمة المنظمة وما شاكلها داعيا إلى علاقات خارجية إقليمية ودولية باعتبارها النقطة الخامسة في تقييم بناء الدولة في التجربة العراقية، مؤكدا أن العراق يقترب من نهاية المرحلة الانتقالية على الرغم من التعقيدات ، وبدأنا نعيش ملامح الاستقرار الأمني والسياسي والاجتماعي.
سماحته اشار إلى طبيعة النظام السياسي وعلاقته بالدستور، وقال سماحته إن الدستور حدد شكل النظام السياسي ولدينا إشكالات في التطبيق على الرغم من حاجة الدستور إلى التعديل في بعض المواضع، ولفت إلى أن الصراع السياسي الذي حصل في الفترة الماضية أسهم في طرح نظريات التطوير مما أدى إلى انبثاق إئتلاف حاكم عابر للمكونات تلتقي فيه كل القيادات للتداول والتشاور، مبينا أن الأهم في ذلك أن اجتماع القادة بات حدثا عاديا ولم يعد كما كان حدثا استثنائيا تعج به الفضائيات.
سماحته اشار إلى متغير جديد علينا لحاظه يتمثل بالتزام الحكومة بالبرنامج الحكومي والعودة إليه في كل تفصيلة، وبيّنا أن السيد السوداني أتعب من سيأتي بعده ، فالخطوة بينت للجمهور الحاجة إلى منهاج ملزم لمن يطرحه وفق أولويات واضحة يحاسب عليها مضيفا بقوله " إن كل ذلك يسير في إطار تراكم الخبرات والإيجابيات".
في موضوعة الدستور قال سماحته إنه يحتاج إلى التقرب من الواقع بتعديلات متفق عليها وفي بعض المواضع نحتاج إلى تقريب الواقع من الدستور، مبينا أن استقرار النظام السياسي يقاس بقدرته على تجاوز التحديات والأزمات وتكييفها معه واستشهدنا بتجربة تشرين وكيف استطاع النظام السياسي احتواءها وفسح المجال أمام ممثليها في التعبير عن أنفسهم في مساحة الدور النيابي والاستحقاقات القادمة.
سماحته بين بعضا من نتائج جولته الرمضانية إلى قادة المنطقة، مشيرا إن الهامش المشترك بين الجميع هو مدى الاعجاب بما حققته التجربة العراقية والقناعة بأن استقرار العراق استقرار لعموم المنطقة، مذكرا أن العراق بحكم حجمه ومكانته وتاريخه وثرواته مؤهل للعب دور في تقريب وجهات النظر بين فرقاء المنطقة، مؤكدا ضرورة توفر إطار جامع لإدارة الاختلافات كي لا تتحول إلى خلافات، فيما دعا إلى عدم القلق من الاختلاف لأنه أمر طبيعي في نظام ديمقراطي تعددي و المهم وضع قواعد لإدارة الاختلاف عند حدوثه.